كيف يتم تحضير الأُم وتهيئتها لإنتاج حليب الثدى؟

إن الأمومة من الأمور السحرية والتى تأثر قلبكِ من قبل رؤية طفلكِ، ومن الأمور العجيبة هى الطريقة التى يستعد بها جسمكِ لإنتاج الحليب وطريقة تغذية الطفل فى اللحظة التى يخرج فيها للدنيا.

ولكن كيف يبدأ الحليب فى التدفُّق فى اللحظة التى يرضع فيها طفلكِ من ثدييكِ؟ وكيف ينتج جسمكِ الحليب؟ فإن هذا التطور الذي يبدو عملاً سحرياً فهو فى الواقع مبنى على مبادئ علمية، وسوف نتحدث معكِ فى هذه المقالة عن هذه الظاهرة الرائعة فتابعى معنا.

ولفهم إنتاج حليب الثدى علينا أولاً فهم تشريح الثدى وكيفية عمله، فإن كل حلمة تحتوى على حوالى 15-20 منفذ صغير إلى قنوات الحليب من الفصوص الدقيقة إلى الحلمات.

إن فصوص الحليب الدقيقة تنتج الحليب بداخل الثدى، وكل مجموعة من الفصوص الدقيقة تُكوّن مجموعات تُسمَّي الفصوص الكبيرة ويُمكن أن يحتوى الثدى الصحى على حوالى 12-20 فصاً كبيراً.

إن غدد الهالة البنية هى غدد دهنية على الحلمة تنتج الزيت لجعل الحلمة دُهنية أو زيتية، فإن الزيت يحتوى على خصائص مُضادة للبكتيريا حتى تُحافظ على نظافة الحلمة ويجعلها خالية من البكتيريا، كما يُعتقد أيضاً أن الزيت يُعطى عطراً يُساعد الطفل على اكتشاف الحلمة بسهولة أثنناء الرضاعة الطبيعية.

قد تُلاحظين زيادة حجم الحلمة والهالة أثناء الحمل وطوال فترة الرضاعة، وقد يُصبح لون الهالة والحلمة أغمق أيضاً فإن الهدف الأساسى هو تسهيل رؤية الطفل للحلمة.

بداية التحضير لإنتاج الحليب

يبدأ الجسم فى التحضير لإنتاج الحليب منذ لحظة الحمل، استمرى فى القراءة لتعرفين كيف تتم هذه العملية.

  • إن هرمونات المبيض تؤثر على حجم الثدى وشكله، فإن المبيض يُنتج هرمونات الإستروجين والبروجسترون ولهم تأثيراً كبيراً على كيفية ظهور ثدييكِ وكيفية عمل فصوص الحليب داخله.
  • عند الإباضة، يقوم هرمون الأستروجين بعمل فروعاً جديدة لقنوات الحليب والتى ستقوم بنقل الحليب من الفصوص إلى الحلمة فيما بعد.
  • هرمون البروجسترون يعمل على زيادة حجم وعدد فصوص الحليب الدقيقة لتحضيير الثديين لإنتاج الحليب، كما يزيد الهرمون من تدفق الدم إلى الثديين وهذا ما يجعلكِ تشعرين بامتلاء الثدى أثناء الحيض.
  • إن آثار هرمونى البروجسترون والإستروجين سوف تتلاشى إذا لم تكونى حاملاً وحينما يأتى موعد الدورة الشهرية، أما فى حالة حدوث الحمل، فتبقى آثار تلك الهرمونات وستعمل على تهيئة الثدى للرضاعة ومع تقدُّم الحمل ستجدين أن الثديين يستمران فى التغيير.
  • تستمر الحلمات وغُدد الهالة فى النمو وتُصبح أكثر بروزاً لحلول الأسبوع السادس عشر، ويبدأ الثدى فى إنتاج الحليب ويُسمى لبن السرسوب، حيث أنه يكون غنى بالبروتينات ويقوم الجسم بإنتاجه أكثر عندما يقترب الطفل من وقت النضج الكامل.
  • وزيادة إنتاج اللبن فى بعض الأحيان قد يتسبب فى تسربه قليلاً فى أواخر الثُلث الثانى على الرغم من أن بعض الأُمهات قد لا يواجهون تسرُّب اللبن أبداً أثناء الحمل فيُعتبر ذلك أيضاً أمراً طبيعياً.
  • وبحلول نهاية الحمل، فإن الثديين جاهزان للإرضاع وتكون فصوص الحليب قادرة على التعامل مع إنتاج الحليب على مدار الساعة من 50 إلى 73 ساعة أو 3 إلى 5 أيام من بعد ولادة الطفل والتخلص من المشيمة.

والآن وبعد أن تعرفنا سوياً تشريح ثدييكِ وكيفية تهيئة جسمكِ لإنتاج اللبن واستعداده لإطعام طفلكِ فور وصولهِ للدنيا بسلام، فإننا سوف نتحدث عن كيفية إنتاج اللبن من ثدييكِ خلال عملية الرضاعة ولكن فى المقالة القادمة بعنوان (كيف يتم إنتاج اللبن خلال عملية الرضاعة؟)، فتابعى معنا.

 

دمتم فى أمان الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *