كيف تربين طفلك على تحمل المسؤولية؟

المسؤولية ليست قدرة فطرية، بل إنها مهارة تُكتسب وتتطور مع الوقت والمواقف المختلفة، وهنا يأتي دور الأم في غرس روح المسؤولية لدى الطفل منذ الصغر، وتعليمه الاعتماد على نفسه، وتطوير هذه المهارة وتعزيزها، لذا نقدم لكِ في هذا المقال بعض النصائح حول كيفية تربية الطفل على تحمل المسؤولية والاعتماد على نفسه.

كيفية تربية الطفل على تحمل المسؤولية

هناك بعض القواعد التربوية الأساسية التي تساعدكِ على تنمية حس المسؤولية لدى طفلكِ منذ نعومة أظافره، إليكِ هذه الخطوات:

1- علميه بعض المهارات: يمكنكِ تنمية حس المسؤولية لدى طفلكِ منذ الأشهر الأولى من عمره، عن طريق تعليمه بعض المهارات البسيطة، مثل تعليمه الإمساك بالكوب بمفرده، وكيفية تناول الطعام بالملعقة، وغيرها من المهارات، وقدمي له بعض الأنشطة التي تساعد على تقوية عضلات أصابعه مثل نقل حبات الفول من طبق إلى آخر بالملعقة، وألعاب الفك والتركيب، وغيرها من الأنشطة التي تؤهله لأداء مهامه الصغيرة بمفرده.

2- لا تنجزي مهامه بالنيابة عنه: القاعدة الذهبية لتنشئة طفل مسؤول هي عدم التدخل لإنجاز بعض المهام الخاصة به طالما أنه قادر على إتمامها بنفسه، فمثلًا إذا تعثر طفلكِ في أثناء محاولته للمشي، لا تهرعي لتحمليه بل شجعيه لينهض بمفرده طالما أنه يستطيع، وهكذا بالنسبة لتناول الطعام وإعادة الألعاب إلى مكانها والمهام الصغيرة الأخرى الخاصة به.

3- ثقي في قدرات طفلكِ: لن يدرك طفلك حجم قدراته إلا عندما تؤمنين أنتِ بها أولًا، ثقي في قدرات طفلكِ وشجعيه باستمرار عن طريق مدح الفعل وليس مدح الطفل نفسه، فبدلًا من أن تقولي له: أنت أذكى طفل، أنا فخورة بك من الأفضل أن تقولي له: لقد أنجزت هذه المهمة بذكاء، لا بد أنك فخور بنفسك. فبهذا تحفزينه على الإنجاز دون مبالغة في مدحه والثناء عليه.

4- شاركي طفلك الرأي بدلا من اعطائه الأوامر: التوجيه المستمر للطفل وإعطاؤه الأوامر يُضعف من قدراته الإبداعية، فالطفل يشعر بالمزيد من المسؤولية عندما يشعر بأنه متخذ القرار، فاسأليه عن نوع الطعام الذي يرغب في تناوله، واصطحبيه إلى المتجر لاختيار ملابسه بنفسه، ودعيه يشارك في بعض القرارات المنزلية إن أمكن، مثل اختيار مكان السفر في عطلة نهاية العام، ومكان الخروج في نهاية الأسبوع، وهكذا.

5- اشرحي له أهمية دوره: يجب أن يعلم الطفل أن لكل شخص مهام ومسؤوليات، فحدثيه عن أهمية دوره في الأسرة، ووكلي إليه بعض المهام المنزلية اليومية التي تناسب قدراته الجسدية، واشكريه دائمًا ليتعلم منكِ فضيلة التعبير عن الشكر والامتنان.

6- تجنبي أسلوب المكافآت المادية: علمي طفلكِ قيمة إنجاز الأعمال دون انتظار مقابل مادي من وراء ذلك، ليكون الدافع الداخلي لديه لإنجاز مهامه هو إدراكه بأهمية دوره وليس انتظارًا لقطعة الحلوى أو اللعبة التي ستقدمينها له في النهاية.

7- اشتركي له في بعض الأنشطة الجماعية: اسمحي لطفلكِ بالاشتراك في بعض الأنشطة الجماعية التفاعلية، التي تنمي مهاراته الاجتماعية مثل المعسكرات الصيفية والأنشطة التطوعية، فإن لها دورًا كبيرًا في تنمية روح المشاركة وحس المسؤولية لديه.

8- كوني قدوة حسنة: تذكري أنكِ المعلم الأول لطفلكِ، فكوني قدوة لأطفالك وعلى قدر كبير من المسؤولية ودعيه يشاهدكِ وأنتِ تنجزين مهامكِ بصبر وعزيمة، وشجعيه كذلك على إتمام مهامه الخاصة وترتيب أولوياته بنفسه.

والآن بعد أن تعرفتِ على كيفية تربية الطفل على تحمل المسؤولية، تذكري أن الأمر لن يحدث بين يوم وليلة، بل إنه يحتاج إلى وقت وصبر كبير، فاتبعي النصائح السابقة ومع الوقت، ستلاحظين تطور مهارات طفلكِ وزيادة قدرته على تحمل المسؤولية والاعتماد على نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *