يجلب الأطفال الكثير من المشاعر المختلطة في أول أسبوع من الدراسة و خصوصًا في أول يوم مدرسة، انفعال و توتر و قلق و غضب و بكاء و إثارة بسبب المواقف المختلفة التي يمرون بها بعيدًا عن والديهم، أو شعورهم بإفتقادهم للمنزل، أو مضايقة أحد زملاءهم لهم، و رؤيتهم لأشخاص و وجوه جديدة عليهم، أو كثرة الواجبات المنزلية و ما إلى ذلك. فهذه أمور طبيعية تحدث للأطفال عند بدء روتين جديد و مختلف عن المعتاد، لا يجب على الآباء سوى فهم كل هذه التغيرات الطبيعية و التحلي بالصبر و القوة لمساعدة أطفالهم على تخطي ذلك.
التحدث مع الطفل عن ما يمكن حدوثه في المدرسة
من المهم التحدث إلى طفلك بعبارات بسيطة و شيقة عن المدرسة، وإخباره بما سيمر به خلال اليوم، و أنه سيصبح له معلمين مميزين يدعموه و يساعدوه طوال الوقت، و سيتعرف على أصدقاء جدد يستمتع معهم كثيرًا، و أنه سيقوم بأنشطة عديدة شيقة خلال اليوم، و أيضًا التحدث معه عن شنطته المدرسية و ما سيحتاجه فيها، و عن اللانش بوكس و الوجبات التي يحب أن تكون بداخله.
الاستعداد لمشاعر الغضب عند الطفل
يحتاج الأمر إلى بعض من الطاقة و الوقت حتى يعتاد الطفل على الروتين الجديد. يقول أحد المعلمين أن الطفل يستغرق حوالي 6 أسابيع حتى يعتاد على المدرسة و المعلمين و الأطفال الأخرين. فإن نوبات الغضب التي سيمر بها طفلك أمر طبيعي و لا تشير إلى سوء يومه في المدرسة!
يُفضل الأطفال كتم مشاعرهم طوال اليوم الدراسي أو بالنهار حتى يصلوا إلى منازلهم، فبمجرد الوصول يبدأ الطفل بالغضب و الانفعال بسبب توتره أو قلقه خلال اليوم، فكل ما على الوالدين فعله هو التهيؤ لهذه المرحلة، ومحاولة التواجد بالقرب من الطفل، و البقاء في هدوء ثم البدء في مساعدته على التخلص من هذه المشاعر التي يمر بها.
التعبير عن ثقتك بطفلك
يلتفت الأطفال دائمًا إلى رد فعل آبائهم، فيصدقون ما يقولوه عنهم أوما يخبروهم به. فمن المهم اختيارك كلمات التشجيع لطفلك وجعله يثق بنفسه، وإخبار طفلك بأنك تثق به كثيرًا، حتى يصدق هذا و يتعامل في يومه بناءًا على ذلك.
فعند حدوث خطأ أو شيء ما تُعتبر هذه فرصة للتعبير عن ثقتك به مثل:
- شكرا لإخبارك لي بهذا الأمر، سنحله سويًا..
- يا له من موقف صعب ولكنك شجاع لتخطيه..
- تعلّم أشياء جديدة مرهق قليلًا و لكن أعلم أنك ذكي لتعلّم هذه الأشياء..
- أعلم أنك كنت متوترًا في هذا الموقف و لكن من الجيد أنك اخبرت معلمك..
التواصل مع المعلمين
تعد العلاقة بين الوالدين و المعلم أمر ضروري لمتابعة تقدم الطفل، و معرفة أدائه، و خصوصًا عند ملاحظة تغيرات واضحة في سلوك الطفل أو وجود مشكلة اجتماعية أو أكاديمية لديه، و من الجيد أيضًا طرح الأسئلة على المعلم لفهم ما المطلوب من طفلك خلال الفصل الدراسي. فمن الجيد عدم انتظار اجتماعات أولياء الأمور مع المعلمين حتى يتم التواصل معهم.
تُعتبر مرحلة المدرسة تغييرًا كبيرًا في حياة طفلك، تتطلب منك التشجيع الدائم له وتحفيزه على حُب المدرسة مع التوضيح له أنه سيقضي وقت ممتع فيها، وسيمر بتجربة فريدة و مميزة يتعلم و يرى فيها الكثير، ويتعرف على أشياء و أشخاص جديدة، حتى يشعر الطفل بالإيجابية لبدء رحلته المدرسية بكل شغف و حماس.