كثير من الآباء يصابوا بالقلق و التوتر بسبب تأخر طفلهم عن المشي، أو يتساءلوا كثيرًا متى يستطيع طفلهم تعلم المشي خصوصًا عند رؤيتهم أطفال آخرين قادرين على المشي والقيام ببعض القدرات الأخرى، فمن الضروري معرفة الآباء أن قدرات كل طفل تختلف عن قدرات الطفل الآخر، فيمكن أن يكون طفلهم متأخر في المشي و لكن يستطيع فعل بعض الأشياء مثل قول بعض الكلمات مبكرًا عن الأطفال الاخرين.
متى يمشي الطفل؟
يبدأ الطفل في المشي عادة ما بين 10 إلى 18 شهر. فبعض الأطفال تبدأ في المشي مبكرًا عند ال 9 شهور، و منهم من ينتظر حتى ال 18 شهر. فيستعد الطفل للمشي عن طريق عدة مراحل بداية من الزحف ثم الجلوس و الوقوف ليعيش مغامرته للوصول إلى المشي بطريقة صحيحة.
مراحل تعلم المشي عند الأطفال
هناك عدة مراحل يمر بها الطفل حتى يتعلم مهارة المشي، و لكن من الطبيعي عدم مروره بكل المراحل، فيمكنه تخطي بعضها.
- ما بين 4 إلى 6 شهور : وهي استراتيجية قبل الزحف، يقوم فيها الطفل بالتدحرج على بطنه، حيث يزحف إلى الأمام بدون الوقوف علي ركبتيه و يديه، وقد تتطور هذه الطريقة إلى أن يجعل الطفل حركة ذراعيه و رجليه متناسقة مع حركة بطنه.
- ما بين 6 إلى9 شهور : الزحف الكلاسيكي و هو أن يقوم الطفل برفع بطنه عن الأرض، مستندًا على يديه و ركبتيه.
- في حوالي 9 شهور : فعندما يكتسب الجزء العلوي من الطفل قوة، يحاول الطفل إتخاذ خطوات بمساعدة والديه حيث يمكنهم الإمساك بيديه أثناء المشي.
- ما بين 9 إلى 10 شهور : عندما يكتسب الأطفال قوة الجزء العلوي، يمكنهم الإمساك بالأشياء العالية، حيث يستندون عليها للوقوف، ويتخذون أيضًا بعض الخطوات إذا اتزن جسمهم.
- ما بين 9 إلى 12 شهر: يبدأ الطفل في استخدام الأشياء مثل الأثاث لدعم توازنه أثناء المشي في الغرفة، و لكن يجب التأكد من قوة هذه الأشياء حتى لا يسحبها الطفل على نفسه و يسقط على الأرض.
ما أسباب تأخر المشي عند الأطفال؟
إذا وصل الطفل إلى عمر ال 18 شهر ولم يستطع المشي، فقد حان وقت التواصل مع الطبيب لمعرفة ما سبب تأخر المشي عند الطفل، ولكن لا داعي للقلق أو التوتر قد لا يكون مؤشرًا علي مشكلة صحية للطفل، فمن الأسباب المؤثرة على قدرة الطفل على المشي :
- نقص فيتامين د
حيث يلعب فيتامين د دورًا مهما في بناء عظام الأطفال، فإذا كان هناك نقص فيه يمكنه أن يؤثر على قدرة الأطفال على المشي. - قصور في الغدة الدرقية
الغدة الدرقية الخاملة تؤدي إلى ضعف العضلات مما تؤدي إلى تأخر المشي. - التاريخ العائلي
قد يكون مر أحد الوالدين بالتأخر في المشي أيام الطفولة، و هذا لا يعتبر مرضا بل تأخر في النمو بسبب التأثيرات الجينية والعائلية.
- الطفل المولود مبكرًا (الطفل الخديج)
من الطبيعي أن الطفل المولود مبكرًا يتأخر في المشي بسبب تأخر النمو، ولا يشكل ذلك خطرًا إذا كانت تتطور أو تظهر عضلاته بصورة طبيعية. - تأخر المهارات الحركية
قد يشعر بعض الأطفال بعدم الثقة أو التوتر من محاولة المشي، فيفضلوا الإنتظار حتى يستطيعوا التأكد من قيامهم بالمشي. قد يواجه بعض الأطفال أيضًا صعوبة في التعلم مما يسبب تأخر المشي، و يمكن التواصل مع أخصائي العلاج الطبيعي لمساعدة الطفل في بناء مهاراته. - الاضطرابات العصبية
تؤدي الاضطرابات العصيبة مثل الشلل الدماغي ومتلازة داون إلى تأخير المشي عند الأطفال. - الكساح
هناك علاقة بين الكساح وتأخر المشي فإذا لم تصل حالة الطفل إلى مرحلة متأخرة، يمكنه مع أخذ العلاج المناسب المشي بطريقة سليمة. - ضمور العضلات أو مشاكل العضلات
من الأسباب الشائعة لتأخر المشي عند الأطفال هو ضمور العضلات، وهو مرض عصبي عضلي وراثي، ويحتاج إلى عناية طبية فورية.
ما يمكن فعله لمساعدة الأطفال على المشي؟
- اللعب و التواجد معه دومًا يشعره بالأمان، و يحفزه أثناء استكشافه وتعلمه، و يبني ثقته بنفسه.
- تشجيع الطفل بالنشاط و الحركة، حتي تبني عنده العضلات وتحفزه للحركة و المشي و التهيئة للجري.
- يمكن لأحد الوالدين وضع نفسه على مسافة من الطفل، وتشجيع الطفل للتحرك نحوه، وعند تحقيق ذلك يمكنه إبعاد المسافة بينه وبين الطفل و تكرارها مرة أخري.
- جعل المنزل آمنًا حتى يستطيع الطفل التحرك و الاستكشاف في المنطقة المحيطة به بدون أي عائق أو شيء يسبب الخطر أو الحوادث.