ما هى أسباب تأخر النطق عند الأطفال؟ وما هو العلاج المناسب؟

تقلق بعض الأمهات على أطفالهنَّ عندما يتأخرون في النطق و يبدأون في البحث عن سبب لذلك، ولكن يجب أن تعلمي عزيزتى الأم أن هناك تفاوت في قدرات الأطفال وبعضهم البعض، فمنهم من يبدأ الكلام في سن باكر بسبب قيام الأهل بالحديث المتواصل مع طفلهم والبعض يتأخرون في النطق قليلاً، فلا تقومى بمقارنة طفلكِ بغيرهِ لأن ذلك يُعد أمراً طبيعياً.

ولا داعي لقلق الأمهات عندما يجدون أطفالهم لا يستطيعون ترتيب الجُمَل بشكل صحيح عند التحدث مع غيرهم أو التأتأة قليلاً عند النُطق فهذا أمر طبيعي نظراً لعمره الصغير.

ولكن يوجد بعض الحالات يكون تأخُّر النُطق أمراً غير طبيعي ويحتاج إلى مُتابعة وعلاج مناسب لحالتهم حتى يتمكنوا من حل هذه المشكلة وجعل طفلهم يتحدث بشكل طبيعي مثل باقي الأطفال.

فقد جمعنا لكِ بعض الأسباب التى تعمل على تأخُّر الكلام عند الأطفال:

  • يمكن أن يكون السبب طبيعي مثل أن يكون هو الطفل الأول في الأسرة وأن والديه لا يقومون بالحديث معه بإستمرار أو حتى التحدث مع بعضهم البعض أمام الطفل، وبالتالي لا يسمع الطفل كلمات كثيرة وبالتالى لا يقوم بتقليد أحد في الكلام.
  • يوجد أسباب نفسية قد تؤدي إلى عدم قُدرة الطفل على الكلام بشكل طبيعي، ويحدث ذلك عند تعرُّض الطفل لبعض الصدمات أو المواقف التي تؤثر بشكل سلبى على نفسيته مثل فُقدان أحد أبويه أو التعامل مع الطفل بطريقة وحشية تُخيفَه، فلا يستطيع حينها التحدث بشكل طبيعي.
  • وهناك أسباب عضوية أيضاً ترجع إلى حدوث خلل في أعضاء الطفل المُتعلّقَة بالنطق مثل مُشكلة اللّسان المَربوط وهي أن يُولَد الطفل بلسان مربوط بواسطة حزام نسيجي بمنطقة أسفل اللسان وهذه المشكلة يعاني منها الكثير من الأطفال، فهذه مشكلة لا تستدعي القلق حيث أن طريقة علاجها سهل وهي أن يقوم الطبيب بإجراء عملية بسيطة تجعل الطفل بعدها قادر على النطق بشكل طبيعي.
  • إن من أكثر الأشياء التي يمكن أن تؤثر على النطق هي مشكلة السمع، فيجب إجراء اختبار سمع للطفل للتأكد من أنه يسمع جيداً أم إن كان ذلك سبباً في تأخُّر الطفل عن الكلام، ورُبَّما تؤدي العدوى المُزمنة إلى عمل مُشكلات بالأذن تؤثر على سماع اللغة وتعلم الكلام.
  • إن إختلاف اللغة يؤدي أيضاً إلى تأخر النطق عند الطفل، فإختلاف لغة أحد الأبوين أو نشأة الطفل في موطن غير موطنه الأصلي بسبب ظروف عمل الأبوين مثلاً قد يؤدي ذلك إلى تشتُّت الطفل نتيجةً لسماعه أكثر من لغة ولا يعرف حينها بأي لغة سيتحدث، فيؤثر ذلك عليه و يتأخر في النطق.

ولكن كما نعرف أن لكل مشكلة حل، فقد جمعنا لكِ عزيزتى بعض الطرق البسيطة لعلاج تأخر الكلام عند الأطفال، هيا بنا نتطرق إليهم:

  • قومي بمحاولة لفت إنتباه طفلك بشتى الطرق مثل صوت الجرس أو الألعاب التي تُصدر أصواتاً مُختلفة، ومشاركة طفلك بالألعاب مع إصدار أصوات مختلفة من الفم مثل توووت أو بيييب و هكذا…
  • يمكنكِ استخدام بعض الإشارات عند التحدث مع الطفل لربط الكلمة بالحركة فمثلاً يمكنكِ أن تقومى بحركة يديكِ بالرفض مع قولك “تؤتؤ أو لا “عند تحذيره من عدم فعل شىء معين.
  • عليكِ مُناداة طفلكِ بإسمه دائماً لكي يتعرف عليه مع محاولة تعليمه كيف يُنطَق، مع مناداة أسماء أفراد العائلة أمامه كثيراً لكي يتعرف عليهم و يحاول تقليدك.
  • عدم ترك طفلكِ أمام أفلام الكارتون لفترة طويلة، مع المواظبة على تحديد وقت أطول في التواصل مع الطفل والحديث معه دائماً وعدم تركه وحيداً فى كثير من الأوقات.
  • تعليم الطفل تدريجياً أسماء الألوان وأسماء الحيونات مع سماع أصواتهم من خلال العديد من الوسائل الإلكترونية ولكن بوجودك معه وليس بمفرده.
  • عدم السخرية من الطفل عندما يتلعثم في النطق أو حينما ينطق بطريقة خاطئة لكي لا يشعر بالحرج و يتجنب النطق تماماً فيما بعد، لكن عليكِ بتصحيح الخطأ له فوراً لكي لا يتعود على نُطقها بطريقة خاطئة.
  • اتركي المساحة لطفلك حيث يجلس مع أطفال من نفس عمره ويلعب معهم ويا حبذا إذا كانت الأطفال أفضل منه في المهارات اللغوية، فحينها سيقوم بتقليدهم في نطق الكلمات والحروف.
  • لا تقومي بإجبار طفلك بالحديث رُغماً عنه، ولكن بدلاً من ذلك يمكنكِ أن تقرأى له القصص المُحبَّبة له مع محاولة طرح الأسئِلة وانتظري الإجابة منه.

نصيحة لك عزيزتي أن تقومي بمعرفة جدول تدريج الكلام عند الأطفال حتى تستطيعين تقييم طفلكِ، ومتابعة طريقة نطقهِ للكلمات والحروف ولمعرفة هل تأخر بالكلام فعلاً أم لا، وعندما تجدي أن هناك مشكلة حقاً في تأخُّر النطق يجب عليك التوجه إلى أخصائي تخاطب لمعرفة السبب والعلاج المناسب له.

 

دمتم في أمان الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *