هل شُرب الماء مفيد أثناء الرضاعة الطبيعية؟ وما هو المقدار المطلوب لتناوله يومياً؟

الآن وبعد وصول طفلكِ بأمان وسلامة، ستجدين أنكِ بحاجة للتفكير فى كل ما هو ضرورى ومفيد لكِ ولطفلكِ لإضافته لنظامكِ الغذائي لجعل صحتكما أفضل ولا يوجد نقص لأيٍ من الفيتامينات والعناصر الغذائية المُهمة.

ومن ضمن الأسئلة التى يُمكن أن تجول بخاطركِ هو “ما هى الأطعمة التى يُمكن أن تزيد من إدرار اللبن”، ولإجابة هذا السؤال يمكنكِ قراءة المقالة (9 أطعمة مُهمة للرضاعة الطبيعية)، والآن جاء دور الماء فى المُساهمة لجعل صحتكما أفضل.

جميعُنا يعلم أهمية وجود الماء بحياتنا، وأهمية شُرب الماء على مدار اليوم ولكن ما هى الكمية المُناسبة لكِ لتتناولينها أثناء الرضاعة الطبيعية؟ وكيف لها أن تؤثر على المثانة؟ وهل الماء يجعل حليب الثدى مُخفَّف لطفلكِ؟ ولإجابة جميع الأسئلة التى يمكن أن تخطر ببالكِ، تابعى معنا هذا المقالة وسنُخبركِ بالكثير عن شُرب الماء وعلاقته بإدرار اللبن.

عندما أنجبت طفلى لأول مرة، شعرت فى كثير من الأحيان بأن لا طاقةَ لدى، وأننى أشعُر بالجفاف الشديد وظللتُ أشعُر بالإجهاد والإرهاق دون معرفة السبب وكنت أفشل فى الحفاظ على مستويات الطاقة الخاصة بى. ولكن بعد التحدث إلى الطبيب الخاص بى، أدركتُ أننى لا أشرب كمية كافية من الماء، وأدركت مدى أهمية شُرب الماء أثناء إرضاع طفلى، وكنت أفتقد للكثير من العناصر الغذائية الهامة لي ولطفلي أيضاً.

ما هى العلاقة بين الرضاعة الطبيعية وشُرب الماء؟

إن الرضاعة الطبيعية هى العملية التي يحصُل من خلالها رضيعكِ على جميع العناصر الغذائية، والمواد الغذائية فى شكل حليب سائل يأتى من ثدييكِ. مما يعنى أن جسمكِ يفقد الكثير من الماء أثناء إرضاع طفلكِ. لذلك تحتاجين إلي شُرب الكثير من الماء لتعويض ما تفقديه فى عملية الرضاعة الطبيعية.

من المُهم أيضاً تنظيم أوقات شُرب الماء للحفاظ على توازن الجسم، ويُمكنكِ مُلاحظة متى تحتاجين لشُرب الماء من بعض الأعراض التى ستظهر عليكِ مثل التأكد من أن البول لا يتحول إلى اللون الأصفر الداكن، فإن اللون الأصفر مؤشر إلى أن جسمكِ يستنفذ من مخزون الماء الإحتياطى بجسمكِ. أى أنه يعانى من الجفاف وأن طفلكِ لا يحصل على العناصر الغذائية الأساسية بشكل فعال.

هل يُمكنكِ استبدال الماء بسوائل أُخرى؟

هناك بعض الأمهات تتسائل ما إذا كان من المسموح استبدال الماء بعصائر الفاكهة أو شُرب الحليب، ولكن احذري حيث أن عصائر الفاكهة تحتوى على نسبة عالية من السكر مما قد يكون له آثار ضارة على صحة طفلكِ. نعم! هى ستُعطيكِ الكثير من الطاقة لأنها غنية بالسكر ولكن الآثار الضارة تفوق أى فوائد مؤقتة.

إن مياه الصنبور المُفلترة هى أفضل مشروب لترطيب الجسم، فعندما تقومين بالرضاعة الطبيعية يقوم الجسم بإفراز هرمون الأوكسيتوسين، مما يجعلكِ تشعرين بالعطش. فلا داعى للقلق عند شعورك بالعطش الشديد أثناء الرضاعة الطبيعية.

إن 90% من تكوين لبن الأم هو الماء، وفى الواقع هى نسبة كبيرة. لذلك فمن الضرورى الحفاظ على مستوى استهلاككِ للماء بشكل مُرتفع، فإن حكايات الأُمهات قديماً بأن الماء يجعل لبن الثدى خفيف ليس لها أى أساس من الصحة. فإن شُرب الكثير من الماء لا يؤثر على جودة اللبن إطلاقاً.

ما هى الكمية المطلوب شُربها من الماء يومياً؟

تُشير الأبحاث إلى أن من 8 إلى 10 أكواب من الماء ضرورية عند الرضاعة، فمن الممكن أن تشربي الماء قبل أو بعد الرضاعة ولكن كإجراء وقائي يجب العلم بأن الكثير من السوائل فى الجسم جُرعة واحدة وبدون توزيعها على مدار اليوم قد يؤدى إلى آلية التغذية المُرتدَّة فيؤدى ذلك إلى انخفاض مستويات إنتاج الحليب فى الثدى.

إن شُرب كميات وفيرة من الماء يعمل على تنشيط الجسم ويُساعد فى التخلص من السموم الضارة والحفاظ على اللياقة البدنية والصحية. حيث أن الماء هو المشروب الأكثر إمداداً بالطاقة، بغض النظر عما قد تُخبركِ به جميع شركات مشروبات الطاقة، لذلك فتذكرى دائماً أن لديكِ ما يكفى من الماء أثناء إرضاع طفلكِ وأن كميات الماء مُقسَّمة على مدار اليوم وليست فى جُرعة واحدة حتى لا يعطى الجسم إنذاراً للكاى بأن تتخلص من كل الماء الزائد مرة واحدة.

دمتم فى أمان الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *