ما حقيقة أن الشعور بالحزن يأثر على الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية؟

ترتبط موضوعات الحمل والرضاعة بالكثير من الموروثات الثقافية والمعتقدات السائدة في كل مجتمع، فمن وحم الحمل وما يمكن أن ينتج عن إهمال تلبية رغبات الأم الحامل مهما كانت غريبة من وسم المولود بوحمة في جسمه، إلى حليب الرضاعة وضرورة الأكل بكثرة لزيادة إنتاج الحليب وتحسين نوعيته، وتأثير الحزن على الرضاعة الطبيعية، وغيرها من المعتقدات السائدة والمتداولة التي يؤكدها الكبار بصورة خاصة والصغار إلى حدٍّ ما.

والواقع أنه لا يمكن إنكار وجود جوانب فطرية في التعامل مع مرحلتي الحمل والرضاعة، ولكن علميًّا أثبتت الكثير من الأبحاث العلمية عدم صحة بعض من المسلمات المتداولة بين النساء فيما يخص الحمل والرضاعة.

وسنحاول معكِ في هذا المقال مناقشة حقيقة تأثير الحزن على الرضاعة الطبيعية أو (لبن الزعل) كما هو شائع، وهل كل هذه الاعتقادات الموروثة يمكن التعامل معها كحقائق علمية، والبناء عليها لتوجيه الأم الحامل أو المرضع إلى الطرق السليمة للعناية بنفسها وبطفلها، فواصلي القراءة.

تأثير الحزن على الرضاعة الطبيعية

أثبتت الأبحاث الطبية أن الحالة النفسية للأم تؤثر إلى حدٍّ ما على حليب الرضاعة، فكل الأمهات المرضعات اللاتي مررن بحالات نفسية سيئة سواءً نتيجة حزن أو توتر أو ضغوط بأشكال مختلفة يقل لديهن إنتاج الحليب.

هل يمكن أن يتوقف إنتاج حليب الأم تمامًا في حالات الحزن؟

لعل بعض الأمهات اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة يتساءلن عن إمكانية توقف إنتاج حليب الأم بصورة تامة نتيجة للحزن الشديد، والأعراض الأخرى المصاحبة للاكتئاب. والحقيقة أن هذا يمكن أن يحدث في حالة واحدة فقط، وهي أن تتوقف الأم عن إرضاع طفلها تمامًا، فطالما تحاول الأم إرضاع الطفل، فإن ذلك يعمل على تحفيز الثدي لإنتاج كميات أكثر من الحليب، حتى يعود الحليب إلى طبيعته السابقة.

الخبر السار أن الاستمرار في إرضاع الطفل لا يضمن فقط إعادة إدرار الحليب بصورة طبيعية، ولكنه يساعد أيضًا على إفراز هرمون الأوكسيتوسين في جسم الأم، الذي يعتبر من الهرمونات التي تعمل على تحسين الحالة النفسية والمزاجية للأم. وتحسن حالة الأم النفسية والمزاجية، سيحسن بدوره إدرار الحليب مرة أخرى.

هل يضر حليب الأم الطفل في حالات الحزن والتوتر العصبي؟

بعض الأبحاث التي أجريت على القرود، وهي أكثر الحيوانات المشابهة للإنسان في طبيعتها، أثبتت أن الكورتيزول وهو أحد الهرمونات التي تزيد مستوياتها في حالات الحزن أو الضغط العصبي، يزداد إفرازه في حليب الثدي أيضًا.

هذه الزيادة في مستويات الكورتيزول في حليب الرضاعة وجد أنها تؤثر بصورة خاصة على الرضع الإناث، حيث يُظهرن بعض التغيرات السلوكية مثل الخوف والغضب، في حين لم تظهر أي تغيرات تذكر على الرضع الذكور.

كيف تتغلبين على مشاعر الحزن؟

الاستسلام للحزن في هذه الفترة ليس حلًّا، بل يجب أن تعلمي ما يمكنك فعله في حالات الحزن والتوتر والتغيرات المزاجية للاستمرار في إرضاع طفلك.

فبجانب الالتزام بإرضاع الصغير، والذي قد يمثل مهمة شاقة في بعض حالات اكتئاب ما بعد الولادة، يجب أن تحاولي الاسترخاء وذلك عن طريق وسائل جسدية أو نفسية.

الوسائل الجسدية:

احرصي على ممارسة الرياضة أو الاستحمام بماء ساخن، أو النوم في ماء ساخن، أو الحصول على جلسة تدليك ومساج مثالية.

الوسائل النفسية:

احرصي على ممارسة تمرينات التنفس، أو الاسترخاء والتأمل.

تأكدي عزيزتي أن حالتك النفسية تصل إلى طفلك، من نظرة عينيك ومن تعبيرات وجهك، فحاولي دائمًا أن تتلافي أسباب التوتر والضغوط المختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *