يقضي معظم الأمهات بعد الولادة وقتًا طويلًا في تأمل أطفالهن الرضع وملاحظة أي تغيرات قد تطرأ عليهم، ويقلقن عند ظهور أي أعراض غريبة أو غير طبيعية. وفي كثير من الأحيان قد تلاحظ إحدى الأمهات أن طفلها حديث الولادة يتنفس بسرعة، فتشعر بالقلق وتتساءل إذا ما كان الأمر طبيعيًّا أم يشير إلى وجود مشكلة صحية لديه. لذالك سنخبركِ من خلال هذا المقال بأسباب سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة، والحالات التي تستلزم زيارة الطبيب وطرق علاجها.
سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة
يتنفس الأطفال حديثو الولادة أسرع بكثير من الأطفال الأكبر سنًّا والكبار، إذ إن لديهم رئات أصغر وعضلات أضعف، ففي المتوسط يتنفس المواليد الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر بمعدل 40 نفسًا تقريبًا في الدقيقة الواحدة، وقد يبدو ذلك سريعًا إذا كنتِ تراقبين طفلكِ، ولكنه معدل طبيعي.
وقد يتباطأ معدل التنفس إلى 20 نفسًا في الدقيقة خلال النوم، وقد يتوقف لمدة 5 إلى 10 ثوانٍ، ثم يبدأ من جديد بسرعة أكبر تصل إلى 50 أو 60 نفسًا تقريبًا في الدقيقة، وقد يستمر ذلك التسارع لمدة 10 إلى 15 ثانية، ثم يعود إلى معدله الطبيعي مرة أخرى.
أما إذا زاد معدل التنفس للطفل حديث الولادة عن هذا المعدل، وكان مصحوبًا بأعراض أخرى، مثل تغير لون الجلد أو شحوب الوجه أو وجود صوت شخير في نهاية الشهيق، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة صحية تستلزم زيارة الطبيب.
أسباب سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة
تتعدد أسباب سرعة التنفس عند الطفل حديث الولادة، وبناء عليها يتم تحديد طريقة العلاج، وتتلخص في:
1- الولادة المبكرة: والتي ينتج عنها عدم اكتمال نمو الرئتين لدى الطفل، ما يؤدي إلى زيادة معدل التنفس لديه.
2- وجود كمية من السوائل في الرئتين: في بعض الحالات تتبقى كمية من السائل الأمنيوسي داخل رئتي الطفل، وينتج عنها سرعة في التنفس بشكل ملحوظ.
3- احتقان الأنف: وهو ما يؤدي إلى انسداد الأنف بالمخاط، فتزيد حاجة الجسم للأكسجين، ويزداد معدل تنفس الطفل للحصول على الكمية المطلوبة منه.
4- الإصابة ببعض أمراض الجهاز التنفسي: والتي تؤدي إلى زيادة سرعة التنفس، مثل السعال اللحائي أو الالتهاب الرئوي أو الربو.
5- ارتفاع درجة حرارة الجسم: عند ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل، يزداد معدل التنفس كرد فعل طبيعي للجسم لمحاولة خفض درجة حرارته.
6- الإصابة ببعض أمراض القلب: يولد بعض الأطفال بمشكلات في القلب والشرايين، ينتج عنها سرعة التنفس كعرض أساسي.
اعراض تستدعي زيارة طبيب الأطفال
هناك بعض الأعراض التي قد تُصاحب سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة، وتدل على إصابته بمشكلة صحية تستلزم زيارة الطبيب على الفور، مثل:
– تشنج أصابع اليدين.
– شحوب الوجه وظهور بعض البقع الزرقاء على الجسم.
– البكاء المستمر لشعور الطفل بألم في صدره.
– السعال الشديد.
علاج سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة
يختلف علاج سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة وفقًا للحالة المسببة لها، فمثلًا إذا كانت سرعة التنفس ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم، فيجب خفض درجة حرارة الجسم بالطرق الموصى بها، حتى يعود التنفس إلى معدله الطبيعي. وإذا كانت ناتجة عن الولادة المبكرة وعدم اكتمال نمو الرئتين، يُحقن الطفل بمادة علاجية لإكمال نموهما على يد فريق طبي متخصص… وهكذا.
والآن بعد أن تعرفتِ على أسباب سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة، لا تترددي في استشارة الطبيب إذا زادت عن معدلها الطبيعي وصاحبها الأعراض التي أشرنا إليها لفحصه والاطمئنان على سلامته وتشخيص السبب بدقة، ثم تحديد طريقة العلاج المناسبة له.