التأثير السلبي للتليفزيون على الأطفال الصغار

لم تبرحي الدخول إلى المنزل بعد يوم عمل طويل، وتشعري بالجوع أو الإرهاق أو تتمني أن تأخذي حماما في هدوء، لكن طفلك يمنعك.. فهو بحاجة للتسلية.. والحل؟ تلجأي إلى التليفزيون، كل أم وأب قد مروا بذلك الموقف.

القليل من التليفزيون لا يؤذي، لكن المشكلة أن التليفزيون أصبح جليسة الأطفال للعديد من الآباء والأمهات، فالأطفال يأكلون ويلعبون ويقرأون وهم يشاهدون التليفزيون، فيظل الطفل أمام التليفزيون لساعات طويلة.

ولكن ما المشكلة؟

المشكلة الرئيسية هي أن مشاهدة التليفزيون تبعد الطفل عن التواصل الاجتماعي، الذي ينمي ويطور من الطفل، ينصح الخبراء بأن الأطفال تحت سن السنتان لا يجب أن يشاهدوا التليفزيون إطلاقا، ويرجع السبب في ذلك.. لأن مخ الطفل في ذلك الوقت في طور النمو، ولأن رؤية الأطفال للتليفزيون تختلف عن رؤيتنا، فالأطفال الصغار لا يفهمون القصة، وتغيير المشاهد في فيلم الكارتون عند الأطفال يعد صور منفصلة وغير مترابطة.

حقائق واعتقادات خاطئة

-اعتقاد خاطيء: «الفيديوهات التعليمية» تفيد الطفل في تنمية مهاراته اللغوية وتعلمه أشياء جديدة.

لحقيقة: لا يوجد هناك أي بحث علمي يدعم تلك الفيديوهات، بل بالعكس هناك ما يدعم العكس، فأظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين شاهدوا مثل تلك الفيديوهات تأخر نموهم اللغوي.

-اعتقاد خاطيء: «الفيديوهات التعليمية» تساعد الطفل على تعلم لغة جديدة.

-الحقيقة: يتعلم الطفل اللغة من خلال التواصل الاجتماعي وليس التليفزيون، أثبتت دراسة ضمت عدة أبحاث قارنت بين الاطفال الذين استمعوا إلى شخص يقرأ لهم قصة بلغة ثانية، وأطفال آخرين استمعوا إلى شريط كاسيت أو شاهدوا فيديو، فوجدَ أن الأطفال الذين تلقوا القصة من قراءة شخص.. تعلموا أصوات اللغة الثانية أسرع.

ماذا يمكنك أن تفعلي حيال ذلك؟

إليكِ بعض النصائح التي يمكنكِ اتباعها لتستبدلي التليفزيون بأنشطة أخرى مفيدة:

اقرائي لطفلك القصص وغني له الأغاني، فذلك يساعده على اكتساب المهارات اللغوية، وينبهه وأول خطوة في طريق التعلم.

اطفئي التليفزيون عندما يلعب طفلك، كي لا يتشتت تركيزه، اللعب هو الطريقة الطبيعية للطفل ليتعرف على البيئة المحيطة به.

إذا كنتِ تريدين إنجاز شيئاً ما، إلجأي لمرتبة الألعاب أو العبي عن بعد مع طفلك، فمرتبة اللعب ستجعل طفلك يستكشف ويضغط على الأزرار ويمسك بيديه الألعاب ويشدها، مما ينمي مهارات الطفل المعرفية والحركية والفعل ورد الفعل، وفوق كل ذلك سيستمتع أيضاً.

إذا كان طفلك لا يأكل بسهولة، حاولي إطعامة وأنتِ تتناولين وجبتك، فالأطفال يتعلمون بالمحاكاه، ورؤيتك أنتِ ووالدهم تأكلون.. سيساعده على الأكل وتعلم عاداته.

بينما أنتِ في المطبخ.. يمكن لطفلك أن يلعب بالأواني البلاستيكية الآمنة، فذلك نشاط يجعله يميز الأماكن والأحجام عن طريق وضع الأواني بداخل بعضها، وأيضاً ينمي مهاراته الحركية، وهو يحاول فتح وغلق أغطية الأواني.

اشركي طفلك في الأعمال المنزلية، فطفلك يمكنه أن يساعدك في تقشير بصلة أو سكب شيء في الطبخ، ويمكنه أيضاً مساعدتك في قائمة مشترواتك، والإشارة إلى شيء على قائمتك في السوبر ماركت، ويمكنه أيضا فرز الغسيل معك، وتذكري أن ما تقومين به لدقائق معدودة قد يكون ممتعاً جداً لطفلك ومسلي وتجربة مسلية مفيدة.

لا تدعي طفلك ينام أما التلفيزيون.. لأنه بذلك سيصعب عليه النوم بمفرده بعد ذلك.

و أخيراً ليست كل مشاهدات التليفزيون سيئة، فهناك برامج جميلة ومفيدة لتعليم طفلك، ويمكنك القراءة عن كيف تختاري البرنامج المناسب لطفلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *