هل الرضاعة في أثناء الحمل آمنة؟

يعتمد الكثير من الأمهات على الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل، ﻷنها تقلل من إنتاج المبيضين للبويضات بسبب زيادة نسبة هرمون البرولاكتين المسؤول عن إنتاج حليب الثدي، وبالتالي توقف دورتكِ الشهرية لعدة أشهر. ومع هذا لا يمكن اعتبارها طريقة آمنة لمنع الحمل، لأنكِ لا تعلمين متى تبدأ عملية التبويض في الانتظام، وقد تفاجئين بحملكِ قبل نزول دم دورتكِ الشهرية الأولى بعد الولادة.

وهذا الأمر يثير قلق الكثير من الأمهات حول إمكانية الرضاعة في أثناء الحمل، وتأثيرها في الجنين، وإمكانية فطامه في ذلك الوقت. كل هذه التفاصيل التي تشغل بالك من خلال هذا المقال.

هل الرضاعة في أثناء الحمل آمنة؟

يشعر بعض السيدات بالقلق من إمكانية تسبب الرضاعة خلال الحمل في إجهاض الجنين، نتيجة للانقباضات الخفيفة التي تحدثها في الرحم، مع إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يساعد على إفراز حليب الثدي، وهو الهرمون نفسه الذي يفرز خلال الحمل لتحفيز انقباضات أو تقلصات براكستون هيكس، التي تساعد رحمكِ على الاستعداد للولادة.

ولكن لا داعي للقلق، إذ يفرز الجسم خلال الرضاعة كميات بسيطة من هرمون الأوكسيتوسين، لذا لا يوجد أي ضرر منه. وطالما يمر حملكِ دون أي مشاكل صحية، وتتبعين نظامًا غذائيًّا صحيًّا تحصلين من خلاله على كل العناصر التي يحتاجها جسمكِ لتغذية جنينكِ وإنتاج الحليب، فلا يوجد خطر من الرضاعة في أثناء الحمل.

الأوضاع المناسبة للرضاعة في أثناء الحمل

إرضاع طفلكِ خلال الحمل ليس أمرًا سهلًا، خاصة عندما يبدأ بطنكِ في النمو خلال أشهر الحمل الأخيرة، وكذلك فقد يكون مجهدًا لكِ. لذا اجلسي أو استلقي دومًا في مكان ووضعية مريحة لكِ عند الإرضاع أو استخدام مضخة الحليب، وتعد وضعية الاستلقاء على أحد جانبيكِ، أكثر وضعية مريحة ومناسبة لكِ خلال الحمل.

مخاطر الرضاعة في أثناء الحمل

على الرغم من أن الرضاعة خلال الحمل آمنة، فإنه في بعض الحالات قد ينصحكِ الطبيب بفطام طفلكِ الرضيع، وهي:

-إذا كان حملكِ ضعيفًا ومعرضًا للخطر، أو كنتِ عرضة للولادة المبكرة أو الإجهاض.

-إذا كنتِ حاملًا في توأمين أو أكثر.

-إذا كنتِ تعانين من ألم في الرحم أو نزيف.

-إذا نصحكِ الطبيب بتجنب ممارسة العلاقة الحميمة خلال الحمل.

-إذا كان غثيان الصباح لديكِ مصاحبًا بقيء شديد، وتخسرين وزنكِ في هذه الفترة.

تغير حليب الأم خلال الحمل

يحوي حليب الثدي خلال الحمل بعض هرمونات، ولكنها لا تمثل أي خطورة على الجنين. وستلاحظين كذلك انخفاضًا في كميته بدءًا من الشهرين الرابع أو الخامس من حملكِ، وسيصبح قوامه أكثر كثافة وسيتغير مذاقه، لأنه سيتحول إلى حليب اللبأ استعدادًا لاقتراب الولادة. وهذا الأمر قد يدفع رضيعكِ إلى التوقف عن الرضاعة تمامًا، إذا لم يعجبه مذاقه أو لتوقفه عن إشباعه.

وفي هذه المرحلة، ابدئي في تقديم الأطعمة الصلبة لرضيعكِ، لتعويض نقص كمية حليب الرضاعة، مع مراعاة التأكد أن معدلات نموه طبيعية. ولا تقلقي بعد ولادتك من عدم حصول مولودك الجديد على كفايته من حليب اللبأ المهم لتغذيته في الأيام الأولى، لأن شقيقه الأكبر تغذى عليه خلال فترة الحمل.

في كل الأحوال، يبدأ ثدياك في إنتاج اللبأ بمنتصف الحمل، لتهيئتهما للرضاعة الطبيعية، سواء كنتِ مرضعة أو لا. وسيستمران كذلك في إنتاجه بعد ولادتكِ، مهما كانت الكمية التي يرضعها صغيركِ.

ومن المهم خلال الأيام الأولى بعد الولادة، أن تركزي على إعطاء المولود الجديد كفايته من اللبأ. لذا احرصي على إرضاعه أولًا عند امتلاء ثدييكِ، أو خصصي ثديًا لكل طفل، أو قللي عدد رضعات الطفل الأكبر.

التهاب الحلمات خلال الحمل

من الشائع لدى الحامل المعاناة من تقرحات والتهابات حلمتي الثدي خلال الحمل بسبب التغيرات الهرمونية، ما يجعل الرضاعة عملية مؤلمة لبعض الأمهات. لذا من المهم أن تقومي ببعض الخطوات للتخفيف من حدة حدتها، مثل مساعدة طفلكِ على التقام الحلمة بفمه، والتأكد من إغلاقه بإحكام عليها.

وإذا كان طفلكِ كبيرًا قليلًا يمكنكِ أن تطلبي منه ألا يضغط على الحلمة في أثناء الرضاعة، أو استخدام بعض الحيل لتقليل وقت الرضاعة، كأن تمهدي له الأمر بالعد من واحد لعشرة ثم التوقف عنها، للحصول على سناك خفيف أو اللعب معًا.

تغذية الأم خلال فترة الرضاعة

إذا قررت أن تستمري في إرضاع طفلكِ خلال الحمل، فعليك الانتباه إلى أنكِ أصبحتِ مسؤولة الآن عن تغذية ثلاثة أشخاص. لهذا ستحتاجين لتناول سعرات حرارية إضافية، بما لا يقل عن 350 سعرة حرارية خلال الفترة الثانية من الحمل (بدءًا من الشهر الرابع) لتغذية الجنين، وزيادتها إلى 450 سعرة حرارية في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.

ولتغذية طفلكِ الرضيع، فيجب أن تتناولي 500 سعرة حرارية لإنتاج الحليب إذا كان يتناول أطعمة أخرى مع الرضاعة، و650 سعرة حرارية إذا كان عمره أقل من ستة أشهر ويعتمد على الحليب فقط، وبالنسبة للأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فلست بحاجة لزيادة عدد السعرات.

ومن المهم أن تركزي بشكل عام على تناول الأطعمة التي تحتوي على البروتينات والكالسيوم، وشرب ما لا يقل عن 12 كوبًا من الماء السوائل الطبيعية يوميًّا.

عند اتخاذكِ قرار الاستمرار في الرضاعة في أثناء الحمل، لا بد من استشارة الطبيب أولًا، للتأكد من عدم وجود أي موانع صحية لديكِ، وحصول رضيعك على التغذية المناسبة، ونموه بصورة طبيعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *