بنتك طالعة وحشة لمين؟ كيف اتعامل مع هذه العبارات!؟

“إيه الوحاشة دي”، “لأ بجد بنتك طالعة وحشة لمين؟”، “معقول لسة شعرها مطولش”، “إيه الحكاية بنتك لازقة فيكِ دايمًا، برّاوية”، “بنتك تقيلة مش بتضحك بسهولة”، “يا خبر بتلاعبيها مع أولاد دايمًا؟ دي هتطلع مسترجلة”، “لأ لأ دي صوتها عالي هتطلع مش رقيقة”..

عزيزاتي الأمهات.. الجمل السابقة كانت عينة بسيطة جدًا من التعليقات السخيفة اللي باسمعها تجاه بنتي دائمًا من بعض الأصدقاء والأقارب، واللي بحطها تحت بند التنمر على الأطفال اللي بيرتبط بالمقارنات مع أطفال في نفس سنها تقريبًا.

والحقيقة إن بنتي لا هي عنيدة ولا براوية ولا مسترجلة، ولا وحشة طبعًا، هي طفلة طبيعية جدًا، منطلقة واجتماعية وواثقة بنفسها، وحساسة تجاه الناس، فبتبعد تلقائيًا عن الأشخاص غير المريحين.

التنمر على الأطفال

في البداية كنت بسمع واتخض وابتسم واسكت حفاظًا على الآداب العامة، ثم تطور الموضوع للرد الأسخف تجاه التعلقات منعدمة الذوق واللياقة على طفلة صغيرة جدًا وجميلة جدًا وشخصيتها قوية ورائعة بالفعل، لكن بتتعرض للتنمر اللفظي بشكل مستمر، وأنا متأكدة إن كثير من الأمهات بتسمع تعليقات من نفس النوعية، سواء كان أطفالهم أولاد أو بنات مثل: ابنك زنان، ابنك عنيد، ابنك رخم، ابنك شقي، ابنك مزعج، ابنك وحش، ابنك تخين، ابنك رفيع، ابنك شبه البنات، ابنك شعره خشن، ابنك بشرته سمرة، ابنك طالع وحش كده لمين!

لأ حقيقي.. الناس اللي بتعلق بالعبارات دي هي اللي طالعة وحشة كده لمين؟ إزاي ممكن أي شخص يعلق على شكل أو تصرفات طفل صغير بالوحاشة دي وانعدام الذوق ده؟

المقارنة بين الأطفال

ومن ناحية ثانية بلاقي كثير من المقارنات المستفزة غير المنطقية، واللي مهما نتكلم إن الأطفال مختلفين تمامًا عن بعض وبينهم فروق فردية عظيمة، محدش بيفهم أو يستوعب.. طيب يا جماعة ده الإخوات بيبقوا مختلفين في الشخصية والتصرفات عن بعض وهما بيتربوا نفس التربية في نفس البيت.

المشكلة اللي بتقابلني وبشوفها في كثير من الأمهات إن التعليقات دي بتترسخ في اللاوعي عندهم، فتبدأ الأم تتعامل مع طفلها على الأساس ده، إنه عنيد وزنان وشقي ووحش ولا يطاق، فتبقي هي كمان عصبية ومتوترة ومكتئبة طول الوقت.

علشان كده؛ أنا قررت إني حفاظًا على سلامة بنتي النفسية والاجتماعية، هتصدى وبقوة لكل مرددي العبارات السابقة، لأن ببساطة مفيش مخلوق من حقه يحكم على شكل بنتي أو تصرفاتها أو أي طفل آخر!

رسالة للمجتمع

1- ارحموا الأمهات من تعليقاتكم المزعجة جدًا.

2- ارحموا نفسية الأطفال من أمراضكم النفسية والاجتماعية.

3- سيبونا نربيهم بأكبر قدر من التوازن النفسي والثقة بالنفس.

4- متخلقوش ماراثون وسباق وهمي بالمقارنة بين الأطفال! ده هيأثر على نفسيتهم ويدمرها تمامًا لاحقًا.

أنا كأم واعية تمامًا بالحقيقة دي، مش هاسمح إن أيًا كان يؤثر على نفسية بنتي أو يخربها دون وعي أو فهم.

متتكسفوش عزيزاتي الأمهات، متتكسفوش تردوا بثقة وحزم على مرددي العبارات السخيفة تجاه أطفالكم أيًا كانت درجة قربهم، ادعموا أطفالكم وخلوا عندهم ثقة بنفسهم وشكلهم وشخصيتهم، تصدور بكل قوتكم لكل موجات التنمر على الأطفال وربوّا جيل خالي من الأمراض والكلاكيع والعقد النفسية.. جيل يكبر ومفيش في قاموسه مفهوم التنمر على غيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *