يقول خبراء التربية إن أفضل معلم للطفل هو طفل آخر، إذ يكون الطفل أكثر قابلية للتعلم والمشاركة في وجود طفل آخر معه، يتعلم منه ويكتسب معه مهارات جديدة. لذا فإن تربية طفل وحيد تكون أصعب على الأمهات، فالطفل الوحيد يرى أنه محور اهتمام العالم من حوله، وكل الألعاب في المنزل ملكه وحده، لذا نلاحظ زيادة الانطوائية والأنانية عند الطفل الوحيد، مقارنة بالطفل الذي يشارك ألعابه مع إخوته، لذا نقدم لكِ في هذا المقال بعض النصائح لتربية طفل وحيد اجتماعي وغير أناني.
علاج مشكلة الأنانية عند الطفل الوحيد
عليكِ أن تعلمي أولًا أن الطفل الوحيد ليس أنانيًّا، هو فقط لم يتعلم معنى المشاركة، لذا يمكنكِ تعليمه مفهوم المشاركة وترسيخه لديه عن طريق اتباع هذه الخطوات:
1- الإكثار من الزيارات العائلية: وفري لطفلكِ أجواء عائلية مرحة، وأكثري من تبادل الزيارات مع الأقارب الذين لديهم أطفال في سن قريبة من سن طفلكِ.
2- تنمية روح المشاركة: وذلك عن طريق إشراك الطفل في الألعاب الجماعية والأنشطة الخيرية، مثل توزيع الوجبات أو الملابس التي لا يحتاجها على المحتاجين، أو زيارة دار الأيتام أو مستشفى الأطفال وشراء الألعاب والهدايا وتقديمها لهم.
3- المشاركة في الأعمال المنزلية: علمي طفلكِ منذ الصغر أن لكل فرد في الأسرة دور مهم، وعوديه على المشاركة في مهام المنزل اليومية. ابدئي بأعمال بسيطة تناسب سنه مثل إعادة الألعاب إلى مكانها ووضع الغسيل بالغسالة، مع زيادة الأعمال والمهام المنزلية المكلف بها بما يناسب عمره وقدراته.
4- عدم إجباره على مشاركة أغراضه الخاصة: من الرائع أن تعلمي طفلكِ المشاركة، ولكن احذري من إجباره على مشاركة ألعابه أو أغراضه الخاصة مع طفل آخر دون رغبته. فعدم رغبته في مشاركة ألعابه ليس أنانية منه، بل لأنه يرى أن هذه الأشياء ملكه هو ولا يرغب في مشاركتها، وعليكِ أن تحترمي هذا. يمكنكِ تقديم خيارات له، مثل مشاركة لعبة أخرى يختارها هو، ولا تقلقي إذا رفض جميع الاقتراحات، فمع تنميتكِ لروح المشاركة داخله سيبدأ في التعبير عن رغبته في مشاركة ألعابه مع الآخرين في الوقت المناسب.
5- تعليمه الاهتمام بالآخرين: علمي طفلكِ كيف يهتم بالمناسبات الخاصة بالآخرين من الأهل والأصدقاء المقربين، وكيف يختار الهدايا المناسبة لهم. واصطحبيه معكِ عند اختياركِ للهدايا التي تشترينها لصديقتكِ أو لزوجكِ، هذه التفاصيل تنمي لديه حس المشاركة وتشجعه على التفكير في الآخرين وإسعادهم.
علام مشكلة الانطوائية عند الطفل الوحيد
لكل طفل سمات شخصية مميزة وفريدة، فهناك طفل اجتماعي يحب الاختلاط بالأطفال الآخرين واللعب معهم، وهناك طفل آخر يميل إلى الانطوائية والعزلة، وفي الغالب يميل الطفل الوحيد إلى الانطوائية في حالة عدم توفير البيئة اللازمة لتنمية مهاراته الاجتماعية، فمن الضروري أن تعرفي شخصية طفلكِ وتحترمي ميوله وتساعديه في تنمية مهاراته الاجتماعية، تعرفي على بعض الخطوات لتنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل الوحيد.
1- اختاري له حضانة جيدة: ألحقي طفلكِ بالحضانة كبداية لكي يتعرف على أطفال في سن قريبة منه ويتعامل معهم، كخطوة أولى لتنمية مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية لديه.
2- اهتمي بإلحاقه بالمعسكرات الصيفية: المعسكرات الصيفية لها دور كبير في تشكيل شخصية الطفل، وتنمية مهاراته المختلفة.
3- لا تطيلي فترات البقاء بالمنزل: يحتاج الأطفال إلى الخروج باستمرار والمشاركة في أنشطة حركية بعيدًا عن جدران المنزل، احرصي على اصطحاب طفلكِ خارج المنزل عدة مرات بالأسبوع، مع التنويع واختيار أماكن مناسبة لسن الطفل.
4- لاحظي ميوله واهتمي بها: إذا لاحظتِ ميل طفلكِ لنشاط معين أو رياضة معينة، احرصي على مشاركته به، وشجعيه على تطوير مهاراته به، فإن هذا يزيد من ثقته بنفسه ويزيد من فرصة تعرفه على أصدقاء يشاركونه الميول والأنشطة المفضلة.
5- قللي من وقت تعرضه للشاشات: ضعي قواعد وأوقاتًا محددة لاستخدام الشاشات بالنسبة لطفلكِ، سواء التلفزيون أو الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي. واتفقي مع طفلكِ على الالتزام بهذه القواعد وعدم اجتياز الوقت المحدد، إذ أثبتت الدراسات أن تعرض الطفل للشاشات لساعات طويلة تزداد انطوائيته وتتأثر مهاراته الاجتماعية بالسلب.
وأخيرًا، سواء كان الطفل وحيدًا برغبة الأم والأب في عدم تكرار الإنجاب أو لمشكلة في القدرة على الإنجاب، فإنه يحتاج إلى رعاية خاصة ومجهود مضاعف، لتعويضه عن عدم وجود أخ أو أخت له، وكذلك لتجنب المشكلات السلوكية الشائعة مثل الانطوائية والأنانية عند الطفل الوحيد.