كيف أقيم صداقة مع طفلي دون أن يفسده ذلك؟

العلاقة العاطفية بين الآباء والأبناء ليست رفاهية، فالحنان والعطف بالقدر الصحيح لن يُفسد طفلك ويجعل منه طفلًا مدللًا، بل على العكس هو الطريقة الوحيدة لتربية أطفال أسوياء صحيًّا ونفسيًّا، وعندما يكون طفلك سعيدًا ومُشبعًا عاطفيًّا لن تكون هناك مشكلة في نموه العقلي والبدني والروحي في سنوات حياته كلها.

الطفل قبل المدرسة

العلاقة بينك وبين طفلك في السنوات السابقة لدخوله المدرسة أو الحضانة، أي في الفترة بين العام الأول والرابع، تواجه عددًا من التحديات أهمها:

-التعامل مع السلوكيات الخاطئة لطفلك، فهو لا يزال في مرحلة الاندماج مع العالم الجديد.

-العناد الشديد عند الطفل نتيجة لفضول الأطفال في هذا العمر، والرغبة في فرض الشخصية.

-نوبات الغضب والهياج المتكررة.

-قلق الانفصال عنكِ وعن والده.

كل السلوكيات السابقة مشتركة بين جميع الأطفال في هذا العمر، لذلك فإن إظهار الحزم والحب والتوازن بينهما أمر ضروري في هذه المرحلة، التي تُبنى فيها أساسيات شخصية طفلك.

امنحي طفلك ما يحتاجه من الحب والحنان عن طريق الأحضان والقبلات والتواصل اللفظي والجسدي، فالتواصل بهذه الطريقة يستطيع حل جميع مشكلات طفلك في هذا العمر، مع الإصرار على تقويم تلك المشكلات. فلا يمكن أن ترضخي لنوبات الغضب أمام لعبة يريد شراءها، فالرضوح أمام هذه السلوكيات، يمنحه سلاحًا قويًّا أمامك سيستخدمه في كل الحالات التي يصر فيها على ما يريد.

تدليل الأطفال الزائد

توجد شعرة رفيعة بين منح طفلك الاحتياج العاطفي والمشاعر التي يحتاجها في حياته ليستقيم، وبين التدليل الزائد عن الحد الذي يُفسده ويجعله شخصًا غير مسؤول، إذا كنتِ تفعلين واحدًا من هذه الأمور فأنتِ تدللين طفلك بشكل زائد:

1- التغاضي عن أخطاء طفلك الواضحة.

2- الدفاع عن طفلك أمام الآخرين في حالة أنه المخطئ.

3- تحقيق كل رغبات الطفل المادية، وإن كنتِ قادرة ماديًّا على ذلك، فالمعيار هو أنه لن يشعر بالمسؤولية لأن رغباته كلها مُجابة.

4- التنازل عن مطالبة طفلك بواجباته مثلما يأخذ حقوقه.

النقاط السابقة تُنشئ طفلًا مدللًا وأنانيًّا، من المهم أن يشعر طفلك بتلبية احتياجاته لكن في نطاق المعقول، كما أن واجبك توضيح الواجبات لطفلك ليتعلم الاعتماد على الذات وتكون لديه شخصية قوية تفهم حقوقها وواجباتها ولا تظلم نفسها وغيرها في المستقبل. المشكلة أن كثيرًا منا لا يستطيع الموازنة بين الحب والحزم، فالصداقة والعلاقة الهادئة بين الطفل ووالديه لا تعني التدليل المُفسد الذي يصبح خطرًا عليه، والأمران لا ينفي كلاهما الآخر، إن استطعتِ فعل ذلك تقدمين للمجتمع معروفًا كبيرًا بتربية طفل رائع ومسؤول.

أضرار تدليل الأطفال

1- عجز في شخصية الطفل، وعدم قدرته فيما بعد على إدارة حياته بنفسه.

2- اكتسابه عادات سيئة، كالزن والبكاء وضعف الإرادة.

3- عدم القدرة على حل المشكلات التي يواجهها فيما بعد في المدرسة والنادي، دون مساعدة من أحد.

4- الاستعجال وعدم الصبر، وهذا سيؤذيه في حياته فيما بعد.

5- الأنانية وحب السيطرة.

6- العنف مع الغير في حالة عدم أخذه ما يريد.

7- الغيرة من الآخرين، التي قد تصل أحيانًا للكره وإيذاء الغير.

لتجنب حدوث كل هذا يجب عليكِ التمسك بالحزم في الأوقات التي تحتاج منكِ لفعل ذلك، والحزم لا يعني الصوت المرتفع أو الإيذاء النفسي والجسدي، الحزم يعني التمسك بموقفك بكل هدوء ولطف دون الخضوع لرغبته في تلك اللحظة، وموازنة الأمر فيما بعد دون أن يشعر.

التعبير عن المشاعر للأطفال

-احضني طفلك وقبليه كل يوم عند استيقاظه من النوم، وقبل أن ينهض من سريره.

-تناولي معه الإفطار أنتِ ووالده.

-احتضنيه وقبليه قبل النوم، واحكي له قصة وهو في حضنك.

-احضنيه عندما يقع أو يشعر بالألم، واجعليه يشعر باهتمامك وحزنك لما يشعر به، فالطفل يشعر بالاهتمام منذ سنواته الأولى.

لا تتكاسلي أو تبخلي في التعبير عن مشاعرك لطفلك، ولكن دون أن تُنشئ طفلًا مدللًا أنانيا، والأمران لا ينفي كلاهما الآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *