أسباب عدم تفاعل الطفل مع الآخرين.. وهذا ما عليكي فعله؟

من اليوم الأول بعد الولادة يمر الطفل بتطورات جسدية وعقلية كبيرة حتى يكتمل نموه، وإلى الآن فإن القدرات العقلية للطفل الرضيع لا نعلم عنها الكثير، وحتى وقت قريب كنا نظن أن الرضيع في أشهره الأولى لا يعي ما حوله، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالتفاعلات الاجتماعية المتطورة، ولا يستطيع التمييز بين العديد من المفاهيم، مثل الصداقة وغيرها من العلاقات الاجتماعية.

والمذهل أن الباحثين وجدوا أن تفاعل الطفل مع الآخرين، ووعيه لما يدور حوله يبدأ من سن صغيرة جدًّا، وأن الأطفال من عمر تسعة أشهر قادرون على عمل استنتاجات حول العلاقات الاجتماعية، وتحديد من الصديق ومن العدو.

تفاعل الطفل مع الآخرين

أسباب عدم تفاعل الطفل مع الآخرين

قد تلاحظين أن صغيرك لا يبدي ردود فعل أو لا يتفاعل بشكل جيد سواء في الإيماءات أو تعابير الوجه، وقبل أن تحاولي معالجة هذه المشكلة عليكِ أولًا التأكد من أن طفلك لا يعاني من أي مشكلة عضوية تجعله غير قادر على الاستجابة، كما توجد العديد من الأسباب الأخرى التي تجعل طفلك غير قادر على التفاعل الاجتماعي، ومنها:

عدم وجود أشقاء للطفل: فعادةً نجد الطفل الثاني أكثر قدرة على التفاعل، وتنمية مهاراته اللغوية والاجتماعية بصورة سريعة بفضل وجود أخ أو أخت له يراقبهم ويتفاعل معهم.

عزل الطفل: بعض الأمهات يحرصن على صحة الطفل بصورة مفرطة، فيقمن بعزله عن الآخرين، ويؤخرن ذهابه إلى الحضانة خوفًا عليه، وهو ما يجعل الطفل انطوائيًّا ولا يُبدي تفاعلات اجتماعية.

تعريض الطفل للتكنولوجيا في سن مبكرة: قد يدفعكِ ازدحام جدولك اليومي وبكاء الطفل المستمر إلى وضع الطفل أمام شاشات التلفاز أو الهواتف المحمولة من عمر صغير، وهو ما أكدت العديد من الدراسات أنه يؤخر مهارات التخاطب لديه وقد يصيبه بالتوحد.

المشكلات العضوية والنفسية: كمشاكل السمع والنظر، أو إصابة الطفل بالتوحد.

عدم التحدث مع الطفل بشكل كافٍ: تجاهل الطفل أو عدم تخصيص وقت للتحدث معه أو إخباره بقصة، من الأمور التي تؤدي إلى عدم تطور المهارات الاجتماعية لديه، فمن خلال القصص والحديث يستطيع الطفل أن يستكشف العالم الخارجي ويتفاعل مع الحواديت وأبطالها، ويستنتج بعض المفاهيم عن العلاقات الاجتماعية.

كيف أجعل طفلي يتفاعل مع الآخرين؟

-تحدثي مع صغيرك من الأشهر الأولى بعد الولادة، واروي له قصصًا مع بعض التعابير والإيماءات على وجهك، حتى يستطيع تمييز مشاعرك.

-احرصي على اختلاط صغيرك مع أطفال في العمر نفسه، حتى يستطيع التعامل معهم ولا يقتصر عالمه على المنزل وأسرته فقط.

-استخدمي الألعاب التفاعلية فهي طريقة فعالة لتطوير مهارات الطفل الاجتماعية، مثل الكتب الملونة والقصص المجسمة، أو عمل بعض المسرحيات للطفل تتضمن أصوات ضحك وبكاء مع الربط بينها وبين الأحداث.

-استفيدي من الأحداث حولك في توصيل مشاعرك للطفل، فعند حضور الجدة حاولي إخبار الطفل بأنكِ تشعرين بالسعادة، واحمليه عند فتح الباب ليرى تعبير وجهك عند رؤية جدته ومدى سعادتك بها. كذلك عندما يُصاب الطفل عند سقوطه في أثناء اللعب، أظهري رد فعلك على وجهك من خلال بعض التعبيرات الحزينة، حتى يستطيع الربط بين ما يحدث وردود فعلك.

-لا تترددي في ذهاب طفلك للحضانة عندما يكون عمره مناسبًا لذلك، فذهابه للحضانة سيساعده على التفاعل والاختلاط بالآخرين.

وأخيرًا، اعلمي عزيزتي أن تفاعل الطفل مع الآخرين يبدأ من عمر مبكر للغاية، لذا حافظي دائمًا أمامه على تصرفاتك وانفعالاتك مع المحيطين، فهو يستطيع تمييزها بسهولة وتنعكس عليه وعلى تصرفاته فيما بعد، ونمّي مهاراته الاجتماعية وقدرته على التواصل. أما إذا لاحظتِ أنه لا يتفاعل بشكل جيد، فيمكنكِ الاستعانة بإخصائي سلوك للتأكد من أن صغيرك بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *